وسائل التواصل الاجتماعي والوعي بالعلامة التجارية لأصحاب العمل
أبريل 5, 2023مؤسسات الموارد البشرية في الكويت
ديسمبر 13, 2023خدمات القوى العاملة في الكويت من أكثر الخدمات في الكويت التي شهدت تطوراً ملحوظاً وذلك نتيجةً للتنمية الاقتصادية في البلاد، والتغيرات في ديناميكيات سوق العمل، والاتجاهات العالمية في مجال تجنيد وتوظيف القوى العاملة.
تطور خدمات القوى العاملة في الكويت
فيما يلي نظرة عامة على المراحل الرئيسية لتطور خدمات القوى العاملة في الكويت حتى وصلت إلى الشكل الذي هي عليه اليوم:
الظهور الأولي (عصر ما قبل النفط):
قبل اكتشاف النفط في الثلاثينيات، كان الاقتصاد الكويتي يعتمد بشكل أساسي على الغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك والتجارة، فكانت خدمات القوى العاملة محلية نسبياً تركز فقط على تلبية متطلبات الصناعات التقليدية.
النقلة النوعية في مجال النفط والتحول الاقتصادي:
أدى اكتشاف النفط إلى تحول اقتصادي كبير في الكويت خلال منتصف القرن العشرين. فلذلك تزايد الطلب على القوى العاملة الماهرة أو حتى الجيدة وذلك مع تطور صناعة النفط ونمو مشاريع البنية التحتية الأخرى.
تزايد معدل توظيف القوى العاملة الأجنبية:
ومع تجاوز الطلب على العمالة وفقاً للعرض المحلي، تحولت الكويت إلى تجنيد القوى العاملة على نطاق أوسع ليشمل جميع البلدان وذلك من أجل تلبية احتياجاتها من القوى العاملة.
كما شهدت هذه الفترة تدفق للعمالة الوافدة، وخاصة من دول جنوب وجنوب شرق آسيا، لشغل شواغر مختلفة في قطاع البناء والخدمات وغيرها من القطاعات.
التدخل الحكومي والتنظيم:
إدراكاً للحاجة إلى تنظيم سوق العمل، أنشأت الحكومة الكويتية الهيئة العامة للقوى العاملة للإشراف على المسائل المتعلقة بالتوظيف وتجنيد الموظفين.
فقد تم إدخال قوانين العمل لحماية حقوق العمال الكويتيين والوافدين.
التوّسع في مجال خدمات القوى العاملة:
شهد أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين نمو وازدهار القطاع الخاص في الكويت، مما أدى إلى زيادة الطلب على خدمات القوى العاملة المتخصصة. بالإضافة إلى انتشار وكالات التوظيف، وتقديم خدمات تشمل كلاً من التوظيف والتدريب والتطوير.
التكامل التكنولوجي والتحول الرقمي:
في السنوات الأخيرة، لعبت التطورات في التكنولوجيا دورًا مهمًا في إعادة هيكلة خدمات القوى العاملة في الكويت، فقد أصبحت المنصات عبر الإنترنت وأدوات التوظيف الرقمية والأتمتة جزءًا لا يتجزأ من عملية تجنيد الموظفين وتبسيط العمليات وتحسين الكفاءة.
تنويع الاقتصاد:
تعمل الكويت على تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، مما يؤدي إلى تحول وتوّسع في أنواع المهارات والخبرات المطلوبة في سوق العمل. كما تكيفت خدمات القوى العاملة من أجل دعم الاحتياجات المتغيرة للصناعات مثل التمويل والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والسياحة.
كما أنه من المرجح أن يعاد هيكل خدمات القوى العاملة في الكويت من جديد ليتفق مع التقدم التكنولوجي المستمر، ومساعي التنويع الاقتصادي، والتركيز المستمر على إصلاحات سوق العمل.
كما قد تشهد خدمات القوى العاملة في الكويت مزيدًا من التكامل بين الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات والحلول المبتكرة الأخرى لتعزيز آليات وعمليات التجنيد والتوظيف.
إن فهم تطور خدمات القوى العاملة في الكويت يوفر نظرة ثاقبة للسياق التاريخي والتحديات التي تواجهها ومسار الصناعة مع استمرارها في التكيف مع البيئة الاقتصادية والتكنولوجية المتغيرة.
إذاً ماذا تشمل خدمات القوى العاملة في الكويت؟
يشير مفهوم خدمات القوى العاملة في الكويت مجموعة من الحلول المتعلقة بالموارد البشرية وآليات الدعم المقدمة للشركات والصناعات والأفراد لإدارة احتياجات القوى العاملة لديهم بشكل فعال. تشمل هذه الخدمات جوانب مختلفة من تجنيد القوى العاملة وتوظيفهم ومن ثم تدريبهم والقيام بإدارة القوى العاملة. تشمل المكونات الرئيسية لخدمات القوى العاملة في الكويت ما يلي:
1- التجنيد والتوظيف:
يشمل ذلك:
- تحديد واختيار المرشحين المناسبين لشغل الوظائف الشاغرة.
- التوظيف المحلي من القوى العاملة الوطنية في الكويت.
- توظيف الأجانب من الخارج لملء شواغر مهارات محددة تتوافق مع المواهب الأجنبية.
- التأكد من الالتزام بقوانين وأنظمة العمل أثناء عملية التوظيف.
تتفرع عملية التجنيد والتوظيف إلى:
التوظيف المحلي:
يشير التوظيف المحلي إلى عملية توظيف الأفراد من القوى العاملة الوطنية من داخل الكويت.
حيث تشمل المزايا فهمًا أفضل للثقافة واللغة المحلية، واحتمالية انخفاض تكاليف التوظيف مع عملية تأهيل أسرع.
غالبًا ما يُفضل التوظيف المحلي للوظائف التي تتطلب معرفة لوائح محلية محددة، أو لتلبية تفضيلات العملاء، أو مشاركة المجتمع المحلي.
توظيف القوى العاملة الأجنبية:
يتضمن تجنيد وتوظيف الموظفين الأجانب توظيف أفراد من عدة دول أجنبية للعمل في الكويت.
وهذا أمر شائع بالنسبة للصناعات التي تواجه نقصًا في المهارات أو تتطلب خبرات متخصصة غير متوفرة بسهولة في سوق العمل المحلي.
يقدم توظيف الأجانب التنوع للقوى العاملة، حيث يجلب وجهات نظر ومهارات مختلفة، ولكنه بنفس الوقت يشمل اعتبارات مثل تأشيرات العمل، والتكامل الثقافي، والحواجز اللغوية.
2- التدريب والتطوير:
ويمكن أن تتفرع هذه الخدمة إلى:
برامج تعزيز المهارات:
تركز برامج تعزيز المهارات على رفع مستوى المهارات الحالية للموظفين لتلبية متطلبات الوظيفة التي تتطور باستمرار.
قد تتضمن هذه البرامج ورش عمل وندوات ودورات عبر الإنترنت وتدريبًا أثناء العمل يهدف إلى تحسين مهارات تقنية أو شخصية معينة.
يعد تعزيز المهارات أمرًا بالغ الأهمية للتقدم الوظيفي وزيادة الإنتاجية والوصول إلى رضا الموظفين.
التطوير المهني:
تهدف برامج التطوير المهني إلى تعزيز القدرات الشاملة للفرد، بما في ذلك القيادة والتواصل والتفكير الاستراتيجي.
غالبًا ما تستهدف هذه البرامج الموظفين في الأدوار الإشرافية أو الإدارية، وتوفر التدريب في مجالات مثل إدارة الفريق، وصنع القرار، وقيادة المشروع.
يساهم التطوير المهني في بناء قوة عاملة أكثر تنوعًا وفعالية، وكذلك تعزيز النمو الوظيفي والنجاح التنظيمي.
3- خدمات الاستعانة بمصادر خارجية:
وذلك من خلال:
التوظيف المؤقت:
يتضمن التوظيف المؤقت تعيين موظفين لمدة محددة، غالبًا لتلبية احتياجات المشروع قصيرة المدى أو لتلبية المتطلبات الموسمية.
يوفر هذا النموذج المرونة لأصحاب العمل، مما يسمح لهم بتوسيع نطاق قوتهم العاملة لأعلى أو لأسفل بناءً على متطلبات وشروط العمل. تقوم وكالات التوظيف المؤقتة بإدارة عملية التجنيد والتوظيف وكذلك كشوف المرتبات ووظائف الموارد البشرية الأخرى للقوى العاملة المؤقتة.
خدمات القوى العاملة القائمة على المشاريع:
تم تصميم خدمات القوى العاملة القائمة على المشاريع لتلبية متطلبات القوى العاملة لمشاريع محددة.
قد تشارك الشركات في الاستعانة بمصادر خارجية قائمة على المشاريع للوصول إلى المهارات المتخصصة أو إدارة المبادرات واسعة النطاق دون الالتزام بتعيينات دائمة أو عقود عمل ثابتة.
يتيح هذا النهج للمؤسسات الاستفادة من الخبرات الخارجية، وتقليل الجداول الزمنية للمشروع، وتحسين التكاليف من خلال تكييف القوى العاملة وفقًا لمتطلبات المشروع.
4- اللوائح الحكومية والامتثال:
يساعد الامتثال للوائح الحكومية في:
- المساعدة في تسهيل الفهم والالتزام بقوانين وأنظمة العمل في الكويت.
- التأكد من أن ممارسات التوظيف تتوافق مع سياسات القوى العاملة الوطنية.
- تقديم التوجيه بشأن تأشيرات العمل والشروط القانونية الأخرى للعمال الوافدين.
5- الخدمات الاستشارية :
- من خلال تقديم الاستشارات فيما يتعلق بشؤون الموارد البشرية لمساعدة الشركات على تحسين استراتيجيات القوى العاملة لديها.
- خدمات استشارية بشأن اكتساب المواهب والاحتفاظ بها وتطويرها.
- إرشادات بشأن تخطيط القوى العاملة وإعادة الهيكلة التنظيمية.
6- الحلول الإدارية للقوى العاملة:
- تنفيذ الحلول القائمة على التكنولوجيا لإدارة القوى العاملة بكفاءة.
- دمج وإشراك الأدوات الرقمية في عملية التوظيف والتأهيل وتقييم الأداء.
- التحليلات وإعداد التقارير لتقييم أداء القوى العاملة وتحسينه.
7- برامج رعاية ورفاهية الموظفين:
- تنفيذ مبادرات لتعزيز رضا ورفاهية الموظفين.
- إدارة الحوافز بما في ذلك التأمين الصحي وخطط التقاعد.
- برامج مساعدة الموظفين ودعم التوازن بين العمل والحياة.
8- مبادرات التوطين:
- دعم المنظمات من أجل الالتزام بسياسات التوطين لزيادة توظيف المواطنين الكويتيين.
- وضع استراتيجيات لتعزيز مهارات القوى العاملة المحلية وقابلية توظيفها.
وهكذا تلعب خدمات القوى العاملة في الكويت دوراً حاسماً في دعم الشركات في إدارة مواردها البشرية بفعالية، ومعالجة الفجوات في المهارات، والتغلب على تعقيدات سوق العمل حيث تعتبر هذه الخدمات ضرورية لكل من الشركات المحلية والأجنبية العاملة في الكويت لضمان وجود قوة عاملة مُدارة بشكل جيد ومنسجمة بنفس الوقت.
الهياكل الرئيسية في مجال خدمات القوى العاملة في الكويت
أ. الجهات الحكومية:
الهيئة العامة للقوى العاملة:
PAM هي هيئة حكومية رئيسية مسؤولة عن الإشراف وتنظيم الأنشطة المتعلقة بالقوى العاملة في الكويت.
وتشمل الأدوار صياغة وتنفيذ سياسات العمل، وإدارة تصاريح العمل، وضمان الامتثال لقوانين العمل، ومعالجة تحديات سوق العمل.
تلعب الهيئة العامة للبحرين دورًا حاسمًا في تسهيل توظيف المغتربين، وتنظيم الأجور، وتعزيز مبادرات التكويت لزيادة مشاركة المواطنين المحليين في القوى العاملة.
برنامج إعادة هيكلة القوى العاملة والحكومة الكويتية (KGR):
KGR هي مبادرة حكومية تهدف إلى إعادة هيكلة التوظيف في القطاع العام لتعزيز الكفاءة والإنتاجية.
ويركز البرنامج على الاستخدام الأمثل للموارد البشرية في الجهات الحكومية، ومواءمة مهارات القوى العاملة مع الاحتياجات التنظيمية، وتعزيز الشفافية في التوظيف والتطوير الوظيفي.
تساهم KGR في تحقيق الأهداف الأوسع المتمثلة في تحسين جودة الخدمات الحكومية وتعزيز مشاركة المواطنين الكويتيين في القطاع العام.
ب. وكالات التوظيف الخاصة:
1- نظرة عامة على الوكالات الرئيسية:
تعمل العديد من وكالات التوظيف الخاصة في الكويت، لتلبية الاحتياجات المتنوعة من القوى العاملة للشركات في مختلف الصناعات.
وتشمل الوكالات البارزة ASMACS، وشركة محمد حمود الشايع، والأنظمة المتكاملة الة (ITS)، والموارد البشرية الكويتية (KHR).
حيث تتخصص هذه الوكالات في قطاعات مختلفة، مثل النفط والغاز والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات والضيافة، وتوفر حلول التجنيد والتوظيف لتلبية شروط الصناعة المحددة.
2- الدور في سوق العمل الكويتي:
تلعب وكالات التوظيف الخاصة دورًا محوريًا في ربط أصحاب العمل بالقوى العاملة المناسبة المحلية والأجنبية حيث أنهم يساعدون الشركات في تحديد المواهب وتوظيفها، وإدارة عملية التوظيف، وضمان الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية.
وهكذا تساهم الوكالات الخاصة في كفاءة سوق العمل في الكويت من خلال تسهيل مطابقة العمال المهرة مع فرص العمل، ومعالجة نقص المواهب، ودعم المنظمات في تحقيق أهداف القوى العاملة لديها.
ومع ذلك، فإن فهم أدوار كل من الوكالات الحكومية مثل الهيئة العامة للتعدين ووكالات التوظيف الخاصة أمر ضروري للشركات والباحثين عن عمل للتنقل في سوق العمل الكويتي بفعالية. إذ يساهم التعاون بين هذه الكيانات في تطوير وتنظيم وتحسين القوى العاملة في الدولة.
ومع استمرار الكويت في التطور اقتصاديًا وتكنولوجيًا، أصبح التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في مجال خدمات القوى العاملة أمرًا بالغ الأهمية بشكل متزايد حيث أن قدرة هذا المجال على مواجهة التحديات وتنفيذ الحلول المبتكرة والمواءمة مع اتجاهات القوى العاملة العالمية سيلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل سوق العمل في الكويت. كما أن مشهد القوى العاملة اليوم في الكويت يبرز مدى إدارة هذه الخدمات بفعالية وبنمو أكبر المرونة في مواجهة الفرص والتحديات الناشئة.